مدينة كوبولا الكبرى: قصيدة للفوضى واليوتوبيا في السينما وفقًا للمراجعات الأولية

0
37
megalopolis


يثير فيلم فرانسيس فورد كوبولا الأخير Megalopolis الحيرة والإعجاب في تجربة سينمائية غير مسبوقة.

تخيل للحظة أنك تشاهد فيلمًا يتحدى كل المنطق التقليدي، فيلمًا غير تقليدي في مفهومه مما يترك الجمهور عاجزًا عن الكلام، في مكان ما بين الارتباك والانبهار. هذا هو بالضبط ما يمثله فيلم Megalopolis، وهو أحدث عمل للمخرج الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا، وهو مخرج أفلام لا يخشى أبدًا تجاوز حدود السرد والجماليات السينمائية. وقد أثار هذا المشروع برؤيته المستقبلية والطوباوية لنيويورك ردود فعل تراوحت بين الإعجاب والحيرة المطلقة.

مدينة فاضلة سينمائية في قلب نيويورك

تضعنا الحبكة في عيون مهندس معماري يحلم بتحويل نيويورك إلى المدينة الفاضلة. وأمامه رئيس بلدية محافظ يمثل العكس تماما. في هذه المعركة الأيديولوجية، تظهر المدن الكبرى كنسيج رائع، يتشابك مع العديد من القصص والشخصيات، ويتأمل في قدرة الإنسان على حل المشكلات الاجتماعية.

المدن الكبرى

في قلب هذا التعقيد السردي توجد قصة حب ممزقة بين شخصين يمثلان أيديولوجيتين متعارضتين. أحدهما، والد البطلة، يروج للقيم الكلاسيكية والآخر، عشيقها، يدعو إلى قفزة جريئة نحو المستقبل. ينسج كوبولا هذا الارتباط الشخصي مع المناقشات الفلسفية حول النمو والطبيعة البشرية، مستكشفًا التوتر بين القديم والجديد.

انقسمت الردود: بين الحكمة والعجب

الانطباعات الأولى بعد الفلتر المحدد لم تترك أي شخص غير مبال. الأوصاف مثل “غير عادية بشكل واضح” والمقارنات مع آين راند ومتروبوليس تؤكد على تفرد أفكار كوبولا. وبينما يراها البعض خليطاً غير مفهوم بلا مستقبل تجاري، يحتفل بها آخرون كقصة رائعة ومرئية تجمع بين الماضي والمستقبل، ومناسبة للاستمتاع بها على شاشات آيماكس.

المدن الكبرىالمدن الكبرى

بالنسبة لكوبولا، لا يُقاس نجاح الفيلم بالجوائز أو الأرباح، بل بإثارة المحادثات حول كيفية تحسين المجتمع. هدفهم هو تحفيز النقاش حول قضايا التعليم والصحة العقلية والعدالة، وتقديم المدينة الفاضلة ليس كمكان بل كهدف يمكن تحقيقه من خلال الحوار والإبداع.

اختيار النجوم لمشروع كبير

يقوم فريق Megalopolis ببطولة مزيج من المواهب الراسخة والناشئة، بما في ذلك آدم درايفر، وشيا لابوف، وناتالي إيمانويل.

لقد برزت المدن الكبرى كواحدة من أكثر المقترحات السينمائية جرأة وأصالة في الآونة الأخيرة. يدعونا فرانسيس فورد كوبولا إلى التفكير في الإمكانات البشرية لبناء مستقبل أفضل من خلال مجموعة متنوعة من الأنواع والموضوعات والسرديات المعقدة. ورغم انقسام الآراء، إلا أن ما لا جدال فيه هو أن هذا الفيلم سيكون علامة فارقة في مسيرة كوبولا وربما في تاريخ السينما.

المدن الكبرىالمدن الكبرى

صورة لفرانسيس فورد كوبولا

أحد أكثر المخرجين تأثيراً في السينما الحديثة، قدم فرانسيس فورد كوبولا للعالم أعمالاً أعادت تعريف فن السرد السينمائي. ويظهر عمله، الذي شوهد في أفلام شعبية مثل “العراب”، استكشافه الرائع لتعقيد الحالة الإنسانية وديناميكيات السلطة. “نهاية العالم الآن”، أحد أعماله الفنية الأخرى، يوضح قدرته على دمج الصور مع السرد بطريقة عميقة لا تنسى، مما يغمر المشاهد في أهوال الحرب وظلام الروح البشرية.

لم يترك كوبولا بصمة لا تمحى على السينما بنهجه المبتكر فحسب، بل ألهم أجيالًا من صانعي الأفلام لخوض المخاطر الإبداعية. تعتبر أفلامه السينمائية بمثابة شهادة على شغفه بسرد القصص التي تتحدى وتتحرك وتصمد مع مرور الوقت.